كتب : ياسر صقر
سيناء قطعة الأرض المشتعلة التي لو تمددت النيران فيها لأحرقت مصر كلها …
نقدر جميعاً دور جنودنا البواسل وتضحياتهم وبذلهم الدم من أجل الحفاظ على أمن مصر والذود بكل ما أوتوا من قوة ضد الهجمات الإرهابية الخسيسة.
ولكن من وجهة نظري المتواضعة أن هناك قصور في عدة اتجاهات أهمها:
* جميع سيناريوهات الهجوم على الكمائن متشابهة بلا قراءة لأفكار الإرهابيين وتوقعات ودراسة وحسابات مخابراتية وأمنية لاتقاء مزيد من الهجمات وعدم الانتظار حتى تقع الكارثة ثم نبدأ في مطاردتهم للانتقام ويسفر ذلك عن ضحايا أكثر وخسائر أكثر …
* التهجير وإخلاء سيناء يجعل منها مرتعاً للإرهابيين وأرض خصبة لهم ومجال أفسح لممارسة تدريباتهم وحرية تحركاتهم…. بخلاف أنه يزيد من خطر الأطماع الإسرائيلية في سيناء ولا يخفى ذلك على أحد.
* إتهام ومعاقبة السيناوية بشكل عشوائي وقاسي ووصفهم بأنهم خونه ويجب التخلص منهم وإثارة الرأي العام ضدهم دائماَ ما يزيد من حقدهم وغلهم ورغبتهم في الانتقام ويعمل على خلق إرهابيين جدد … أو على أقل تقدير سيكون هناك تعاطف من المتضررين مع الإرهاب على أنه في صفهم.
* تعمير سيناء وتشجيع الهجرة السكنية إليها وانخراط أهلها مع المجتمع المصري وتبادل الثقافات والعمل على التحامها بالدولة المصرية بشكل كامل والتعامل مع هذه القطعة على أنها جزء أصيل من الدولة واستغلال الشباب السيناوي في مشروعات تخدمهم والبدء في الحوار المجتمعي يعمل على تحفيز رجال الأعمال وجلب الاستثمارات لتكون أحد أهم مصادر الدخل القومي كل ذلك يحد من فرص انتشار الإرهاب وتمدده بها بل ويعمل على اندثاره.
الأصوات الحنجورية العالية والكلمات العنترية ليس لها قيمة في مجابهة إرهاب أسود بدأ يطل برأسه علينا وينتشر بشكل مرعب وبالأخص في الدول العربية التي شهدت ربيعاً لم يكتمل بشكل مدروس ومخطط ومدعم من جهات بعينها لإنهاك واستهلاك قدرات الجيوش العربية وجعلها خارج نطاق الخدمة ليسهل السيطرة وبسط النفوذ ورسم شرق أوسط جديد يتناسب ويلائم مصالحها والحفاظ عليها والجميع يدرك ذلك جيداً وواضح كالشمس. لذا فدراسة الموقف والتعامل معه بهدوء وحنكة يقلل من الفرص المستغلة لتنفيذ تلك المخططات.
أخيراً ندعو الله العلي القدير أن يتولانا برحمته وأن يقينا الشرور ويلهمنا الصواب وأن يرحم شهداؤنا في كل مكان.