بقلم د.محمد عبد العزيز
كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الافريقية
أولا أود أن أقول للحكومة هناك شيء إسمه حوار مجتمعي عن طريق طرح أي فكرة للنقاش قبل إصدار القرار النهائي فيها لكن أن المجتمع يفاجيء بقرار ما حتى لو القرار صحيح ١٠٠% من وجهة نظر الحكومة ووجهة نظر كثير من المواطنين فهذا أمر غير مقبول ويبقى الحوار المجتمعي وسيلة لتلافي أي آثار سلبية على بعض المتضررين أن وجد متضررين من القرار
ثانيا لأولياء أمور الطلاب أود أن أقول لهم
لا داعي للمبالغة في الفرح أو الشماتة خاصة وأن المدرسين أبناء هذا الشعب الكادح ولأن ظروف مجتمعنا هي التي دفعت كثير من المدرسين للعمل في الدروس الخصوصية ولأن فكرة تقليل المحتوى العلمي لمادة ما أو ضمها على مادة أخرى ليس هو التطوير في حد ذاته التطوير الحقيقي يحتاج لتغيير المحتوى في كتب وزارة التربية والتعليم بحيث يكون كتاب المادة الرسمي للوزارة يغني عن الكتب الخارجية ولا يحتاج الطالب معه للحفظ أو البحث عن مصادر أخرى لأن يكون الكتاب في حجم لا يتعدى 100 ورقة بالألوان والورق ذو جودة عالية مع رسومات وتجارب توضيحية تناسب العصر بعيدا عن البعد التاريخي والحشو نكون بذلك قمنا بالتطوير الحقيقي ووفرنا ثمن الكتب الخارجية لأولياء الأمور وقدمنا القيمة المضافة في الكتاب للطلاب في شكل محبب لنفوس الطلاب هذا هو المهم وليس مجرد دمج مواد أو الغاء مواد أو جعلها مواد نجاح ورسوب دون اضافتها للمجموع بحجة عدم الحاجة إليها في سوق العمل في المستقبل بسبب الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأن هناك حد أدنى من المعرفة والمعلومات في مختلف المجالات يجب أن يقوم بتحصيلها الإنسان مهما تطورت استخدامات الذكاء الاصطناعي في حياة البشر ولأن هناك مجالات مثل اللغات يتم التبحر في دراستها من حيث آدابها وجمالياتها وتطورها تاريخيا وليس دراستها للترجمة فقط وستبقى موضوعات الجغرافيا والجيولوجيا معلومات عامه هامة حتى لو لم تحتاج الأغلبية لها في مجال كسب الرزق اليومي وستبقى الاحياء والفيزياء والكيمياء أهم الفروع العلمية التي يمكن استخدامها لقياس مدى قابلية طالب ما لدراسة الطب أو الهندسة أو دراسة تلك العلوم في كلية العلوم وعليه فإن زيادة نسبة أعمال السنة تعني أنه لابد من الحضور للمدارس وهل المدارس الحكومية مؤهلة وجاهزة لاستيعاب كافة الطلاب المقيدين بها بشكل يومي وهي اعداد كبيرة جدا وهل معامل الكمبيوتر في المدارس الخاصة والحكومية على حد سواء مؤهلة لتدريس مواد البرمجة والذكاء الاصطناعي خاصة وأننا لدينا تجارب سابقة ليست الافضل في ما يخص التابلت والامتحانات الاونلاين وسؤ خدمات الانترنت وهل لضمان تحقيق نسب أعمال السنة المرجوة سوف يلجأ أولياء الأمور إلى الدروس الخصوصية مع مدرسي الفصل بدلا من مدرسي الاونلاين والمراكز الخاصة ، لكل ما سبق لابد أن يتروى أولياء الأمور قبل أي تصريح أو رد فعل
ثالثا للمدرسين أود أن أقول لهم لا داعي للقلق والتوتر والمبالغة في رد الفعل الحزين فالرزق بيد الله وليس عيبا أن يكون هناك للمدرس مصدر دخل ثاني بعيدا عن التدريس وعن الدروس الخصوصية فمكاتب الترجمة المعتمدة لم تغلق حتى الآن وترجمة الذكاء الاصطناعي ليست ترجمة معتمدة ، ومدرسي الجيولوجيا والجغرافيا والكيمياء والفيزياء يمكنهم ايجاد فرص عمل أخرى بعيدة عن التدريس ولا عيب في ذلك والتجربة لا زالت في بدايتها وكلنا مواطنين نبحث عن مستقبل أفضل لأنفسنا والوطن ككل ولن يتقدم المستقبل بدون تخصصاتكم وسوف تظل تُدرس في الجامعات شاء من شاء وأبى من أبى
وختاما أود أن أقول للجميع أنه مهما تقدم الذكاء الاصطناعي فإن تحصيل الإنسان بنفسه ولنفسه للعلم في شتى فروعه وآدابه أمرا طبيعيا تتوق له النفس مثلما تتوق للمعرفة بالدين والشرائع للتقرب من الله عز وجل فهذه فطرة إنسانية وإذا تم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بشكل يدمر الفطرة الإنسانية فسوف ينهار الإنسان ومن ثم ينهار المجتمع ككل ولا داعي حينها للقلق لذلك يجب أن نعطي الفرصة للتطور دون مصادرة مع وعي تام بأن الإنسان لا يستطيع أن يعتمد على الذكاء الاصطناعي دون أن يتعلم الإنسان بنفسه ولنفسه شتى المجالات
قبل اعتماده على الذكاء الاصطناعي وعموما التجربة لازالت في بدايتها ولابد من الصبر فكم من محاولات لتطوير التعليم في مصر بعضها كانت واعدة وجادة وللأسف لم تكتمل التجربة .
تعليقك على فيس بوك
أنشر تعليقك مباشرة على فيس بوك