تناولت صحيفة “كمسمولسكايا برافدا” نتائج التحقيقات التي اجراها الصحفي الأمريكي الشهير سيمور هيرش، بشأن الكيفية التي تمت فيها تصفية بن لادن والتي تتنافى مع ما أعلنته واشنطن الرسمية.
جاء في مقال الصحيفة:
تبقى إحدى العمليات الناجحة التي نفذتها وكالة الاستخبارات الأمريكية الخاصة بقتل رئيس تنظيم “القاعدة” اسامة بن لادن أحد ألغاز القرن الواحد والعشرين. لأن الرواية الرسمية تشير الى ان مقاتلي الاستخبارات الأمريكية الشجعان تابعوا تحركات الارهابي رقم واحد في مدينة أبوت آباد الباكستانية، هي رواية عرجاء.
منذ البداية شكك الخبراء بصحة هذه الرواية. والآن بعد ان نشر الصحفي الأمريكي سيمور هيرش الحائز على جائزة بوليتزر، يمكن اعتبار الرواية الرسمية، رواية مزورة.
يؤكد هيرش استنادا الى المعلومات التي حصل عليها من مسؤول متقاعد رفيع المستوى في الأجهزة الأمنية، على ان رئيس “القاعدة” كان قد اعتقل من قبل المخابرات الباكستانية عام 2006 ، أي قبل قتله من قبل القوات الأمريكية الخاصة بخمس سنوات.
كان بن لادن يعيش بهدوء في مدينة أبوت آباد تحت رقابة الأجهزة الأمنية الباكستانية. وحسب تقارير وكالة الاستخبارات الأمريكية لم يكن يشكل أي خطورة تذكر، لأنه كان بحالة صحية سيئة جدا. بمعنى آخر كان مقعدا، وان “القاعدة” كانت تنفذ عمليات ارهابية من دون أوامر وتعليمات من المركز.
ولكن واشنطن حصلت عليه بسعر بخس، حيث مقابل 25 مليون دولار اخبرهم أحد موظفي المخابرات الباكستانية بمكان وجوده. وللتأكد من صحة هذا الأمر، ومن أن الشخص المقيم هناك هو اسامة بن لادن فعلا، طلبوا من المسؤولين العسكريين الباكستانيين تزويدهم بالحمض النووي الخاص بـ “المعتقل” في أبوت آباد، وهددوهم في حالة رفض هذا الطلب بأن كافة المساعدات الأمريكية سوف تقطع عن باكستان. هذا التهديد أجبر السلطات الباكستانية على الموافقة على هذا الطلب.
أي ان تصفية بن لادن لم تكن أمرا معقدا أبدا، حيث فتحت الأجواء الباكستانية أمام القوات الأمريكية الخاصة وزودوهم بخارطة مفصلة عن المجمع السكني الذي عاش فيه بن لادن.
من جانبه فند البيت الأبيض رواية الصحفي هيرش، وأبقى السؤال “كيف قتل بن لادن؟ ” ضمن قائمة الألغاز السياسية الأبدية على غرار “من قتل جون كيندي؟”.
البيت الأبيض : مقال “مقتل بن لادن” غير صحيح
وصف البيت الأبيض مقالا زعم أن الرئيس باراك أوباما ضلل الرأي العام حول كيفية مقتل أسامة بن لادن بأنه “غير صحيح”.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن مقال الصحافي سيمور هيرش في صحيفة لندن ريفيو أوف بوكس حافل “بالعديد من المغالطات والأكاذيب”.
وأشار إرنست إلى رد فعل نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق مايكل موريل إلى المقال – الذي قال إنه لم يكمل قراءة المقال لأن كل جملة فيه كانت خاطئة.
وعزا هيرش معلوماته إلى جنرال متقاعد من المخابرات الباكستانية والعديد من المصادر مجهولة الهوية في الولايات المتحدة وباكستان.
وقال إن بن لادن تم التحفظ عليه سرا كسجين لدى الباكستانيين، الذين ساعدوا الولايات المتحدة لشن غارة على المجمع الذي كان يقطنه.
وفي حين أكدت إدارة أوباما إن الباكستانيين لم يعلموا مسبقا بأمر الغارة، قال هيرش إن الباكستانيين سمحوا للقوات الأميركية بتنفيذ الغارة.
كما أوضح هيرش في مقاله أن المخابرات الأميركية لم تتوصل لمكان بن لادن عن طريق “أساليب التحقيق” كما تقول الرواية الرسمية، وإنما عن طريق منشق عن بن لادن نال مكافأة مالية ضخمة في مقابل الإرشاد عن مكان مخبأه.
يذكر أن سيمور هيرش يعد واحدا من أبرز الصحافيين الاستقصائيين في الولايات المتحدة وسبق أن كشف عن مذبحة ماي لاي في فيتنام وعن التعذيب بسجن أبو غريب.
تعليقك على فيس بوك
أنشر تعليقك مباشرة على فيس بوك