كتب : ماهر بدر
نظم صالون الجعفراوى الثقافى، بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة، الفعالية الثقافية الحادية عشرة، والتي شهدت الاحتفال بمرور خمس سنوات، على تدشين “وثيقة الأخوة الإنسانية” بمقر الصالون بمنطقة التجمع الأول بالقاهرة الجديدة.
شهد اللقاء، حضور الدكتور محمود الهواري ممثلا عن شيخ الأزهر، والمستشار حسن الشميلي رئيس قسم الشئون الإعلامية والدبلوماسية العامة بسفارة دولة الإمارات العربيية المتحدة، القس بولا رياض ممثلا عن الكنيسة المصرية، الشيخ كارم الفقي من علماء الأزهر الشريف، الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الدكتور محمد ورداني مدير المركز الإعلامي بمجمع البحوث الإسلامية، ونخبة متميزة من العلماء والمفكرين والمثقفين والإعلاميين، من أهل السياسة والديبلوماسية والخبراء في شتى المجالات، بدعوة من الدكتور صلاح الجعفراوى، صاحب الصالون ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مشوار.
في كلمته، أكد الدكتور صلاح الجعفراوي، أن الإمارات دائما ما تبهرنا بمبادرتها التي تجوب العالم كله، وحدث ذلك منذ خمس سنوات في أبو ظبي بلد المحبة والسلام في اللقاء الذي أخرج وثيقة من أجل التعايش السلمي والمشترك وهي وثيقة الأخوة الإنسانية، مضيفاً أن وثيقة الأخوة الإنسانية، لو قرأها الناس بعقولهم ما وصلنا إلى ما نحن فيه، ولو استمع البشر إلى بنودها السامية ما كنا نرى ما نراه الآن من محاولات الكيان الصهيوني من إبادة الفلسطينيين.
وتابع الجعفراوي، “أود هنا أن أشهد بجهود الشيخ محمد بن زايد لنصرة أهل غزة والقوافل التي أرسلها “شهم ١ وشهم ٢ وشهم ٣، وهذه وصية المؤسس الشيخ زايد بن سلطان، الذي أسس في قلوب أبناء الإمارات حب مصر وأهلها هذا الحب الي يظهر في كل مكان في محافظات مصر، من جهود حثيثة للإمارات للوقوق بجانب الشعب المصري”، داعيا المولى عز وجل أن يعم الأمن والسلام العالم كله، وأن يتخطى العالم كله هذه المرحلة العصيبة.
من ناحيته، أعرب حسن الشميلي، رئيس قسم الشئون الإعلامية والدبلوماسية العامة بسفارة الإمارات، عن سعادته بالمشاركة في الفعالية الحادية عشرة لصالون الجعفراوي الثقافي والذي انعقد بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات.
وقال الشميلي، “نلتقي اليوم في مصر المحروسة للاحتفال بذكرى التوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية” من قبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، مشيراً إلي أن هذا الحدث الإنساني العالمي، شهدته مدينة أبوظبي في الرابع من فبراير عام 2019 ، موضحا بأن تلك الوثيقة هي إعلانا مشتركا يدعو إلى السلام بين الناس في العالم، وتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل بين الأجيال القادمة، اعترافا بأننا جميعا أفراد أسرة إنسانية واحدة .
أضاف الشميلي أنه تتويجا لتلك الوثيقة التاريخية اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر ۲۰۲۰ قراراً بالإجماع أعلنت فيه يوم الرابع من فبراير من كل عام يوما دوليا للأخوة الإنسانية” ضمن مبادرة قادتها كل من مصر والإمارات.
أوضح أن وثيقة الأخوة الإنسانية تمثل جانبًا مهما من الجهود الإنسانية المتواصلة التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة بلد التسامح والتعايش والسلام، مضيفاً أإن دولة الإمارات تأسست على القيم الإنسانية السمحة، حتى أضحت مثالاً حيا للتسامح والتعددية والتعايش السلمي، لذلك فلا عجب أن يعيش على أرضها مقيمون من 200 جنسية ينعمون بالاحترام والحياة الكريمة في ظل قوانين تكفل للجميع العدل والمساواة وتجرم الكراهية والتعصب ومنها قانون مكافحة التمييز والكراهية لعام 2015، كما استحدثت الإمارات في فبراير 2016 منصب وزير دولة للتسامح لأول مرة في الدولة، وفي 5 يوليو 2020، تمت إعادة تسمية الوزارة بوزارة التسامح والتعايش.
وتابع : منذ تأسيسها قبل 53 عاما تعمل دولة الإمارات على تأسيس علاقات وطيدة مع كافة دول العالم من منطلق الاحترام المتبادل وإعلاء القيم الإنسانية المشتركة ووقوفها إلى جانب قضايا الحق والعدل، عن طريق قنواتها الدبلوماسية الناجحة والمتميزة في العالم، وأشار إلي أن الإمارات تسعى لاحتواء حالات التوتر والخلافات والأزمات التي تنشب في دول المنطقة والعالم، إيماناً منها بضرورة حفظ السلام، وحماية السكان المدنيين، وإعادة الإعمار وبناء المجتمعات ورخائها.. وذلك في ظل نهج ثابت و معتدل مشهود لها تجاه مختلف القضاياالعربية والإقليمية والدولية.
أردف الشميلي قائلا: إن دولة الإمارات تقوم بتعزيز قيم التسامح على المستوى المحلي من خلال العديد من المبادرات، ومن أهمها الملتقى السنوي للحكومة حاضنة للتسامح، كما أن الجهود الدولية للإمارات تظهر في عدد من المبادرات والأنشطة مثل منتدى الجهود الدولية للتسامح السنوي” والذي يناقش الخطوط العريضة لاستراتيجية دولية لتعزيز التسامح على الصعيد العالمي وتعزيز مفاهيم التعايش السلمي والتعاون الدولي، مع نبذ العنف والتطرف والكراهية ورفع الوعي عن التسامح بين شباب العالم.
ختم الشميلي كلمته ، متوجها بالشكر للقائمين على صالون الجعفراوي الثقافي على تنظيم هذه الفعالية المتميزة، متمنيا للإمارات ومصر المزيد من الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.
وبدوره، أكد الدكتور محمود الهواري الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن وثيقة الأخوة الإنسانية تلاقت عليها إطراف عدة من أجل هدف واحد وهو السلام، الذي ما أحوجنا إليه الآن، ومهما حاول المشككين أن ينسبوا إليها ماليش فيها، نحتاج لدعمها لنتأكد أن من خالفها خالف مفهوم الإنسان، نابعة من تشريعات موجود أصلها في القرآن والإنجيل، مشيرًا إلى أن المولى عز وجل قال في كتابه الكريم “ولقد كرمنا بني آدم”.
أشار إلى أنه يجب أن ندعم هذه الوثيقة التي تدعو الناس إلى التوحد والعيش في سلام حقيقي يعطي الشعوب حقها، لا ينظر لناحية ويغفل ناحية أخرى، مشيرًا إلى أن الوثيقة تعطي حق الفلسطينين الحق في تقرير مصيرهم، فهي وثيقة مباركة عليها توافق مصري إماراتي أزهري، وأدعو المولى عز وجل أن يبارك في من يدعمها وينشرها.
من جانبه، قال الأنبا بولا فؤاد رياض، كاهن كنيسة مار جرجس بالمطرية، أتوجه بالشكر والتحية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يعزز المواطنة ودائماً يخاطبنا جميعاً قائلاً أيها المصريون لا فرق بيننا، كما أتوجه بالشكر والتحية إلى سمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إن تواجدنا في هذا الصالون الثقافي له من دواعي السرور والفخر و نحن نتحدث عن ” وثيقة الأخوة الإنسانية” فالاخر يسندني ويعييني، الآخر هو مراتي التي يرى كل منا فيها نفسه، وهنا يكون السؤال كيف نتعامل مع الاخر؟، وإجابة هذا السؤال تأخذ شكل المثلث المكون من ثلاثة أضلاع ( نقبل مع الاخر، نتواصل مع الاخر، التشارك مع الآخر) فأولاً تقبل الآخر كما هو ومحاولة إظهار الجوانب المضيئة في حياته، تقبله كما هو كشخص لا كشئ وتقبل الاختلاف الموجود، ثانياً التواصل مع الآخر والتحاور مع الآراء الأخرى بدون تصلب في الفكر وبدون انعزال، وثالثاً التشارك مع الآخر من خلال المشاركة الفعلية في الاحزان والافراح.
أضاف الأنبا بولا، نحن كمصريين نقف مع غزة وأهلها وبعض المشاكل التي نعانيها اقتصاديا نابع من بعض المساعدات المرسلة من مصر إلى أهل غزة، وهو الأمر الذي ينبع من الرحمة.
وتابع:” فنحن في مصر نرفع شعار المحبة، والمحبة لا تسقط ابدأ ولكي نكون مجتمع سليم يجب أن نعرف أننا جميعاً أبناء لأب واحد – سيدنا آدم – ولأم واحدة – السيدة حواء – ولهذا علينا في كل مكان جميعاً أن نرفع شعار الدين للديان والوطن للإنسان” .
من ناحيته، أكد الدكتور حسام الدين فرفور رئيس جامعة بلاد الشام، أن هذا الحدث تجاوز الزمان والمكان والأحداث لأن الأخوة الإنسانية دعت إليها الرسالات السماوية، قائلاً أن ديننا دين الرحمة ونبينا نبي الرحمة، ووثيقة الأخوة الإنسانية هي تحقيق لمعاني التصوف الذي ينطلق منه التعويل على تزكية النفس وإصلاح القلب، متابعا:”هذا الاجتماع المبارك نوع من التطبيق العملي لوثيقة الأخوة الإنسانية، في هذا الشهر المبارك، مصر وسوريا ينعكس ذلك على العالم كله”.
وجه الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وقادة دولة الإمارات العربية المتحدة، على تدشين وثيقة الأخوة الإنسانية.
تعليقك على فيس بوك
أنشر تعليقك مباشرة على فيس بوك