حسام عيسى
باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية
لقد فرض الموقع الجغرافي لمصر وثرواتها أطماع الدول، منذ الاحتلال الإنجليزي على مصر عام 1882، مع إبقاء أسرة محمد على كصورة للحكم دون حكم فعلى على مصر، وذلك من أجل حماية طريق مواصلات المملكة البريطانية إلى الهند عبر قناة السويس والبحر الأحمر.
قام الجيش المصري بتحرير البلاد من الاحتلال الإنجليزي ومن الأسرة المالكة بقيادة الضباط الأحرار، ومنذ استقلال مصر عام1952، تقاتل مصر الطامعين في العدوان الثلاثي إنجلترا وفرنسا وإسرائيل عام 1956، واحتلال إسرائيل لسيناء عام 1967.
منذ حرب الاستنزاف عام 1970، تقاتل من أجل الاستقلال، حتى أنعم الله علينا بالنصر في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973، في تلك الحرب قدم الجيش المصري بطولات غيرت موازين القوة للدول، واستطاع الجيش المصري بموعدات أقل تطورا يهزم الجيش الاسرائيل الأكثر تطورا، وغير الجيش المصري معايير قياس قوة الدول وهذا ما ذكره المعهد البريطاني “ساندهيرست”“ IISS ” المتخصص في الدراسات العسكرية في تقريره في نوفمبر عام 1975.
لقد ذكر “ديفيد ماكيندر” عالم الجيوبولوتيك في كتابة المحور الجغرافي الصادر عام 1902، أن مصر قلب الشرق الأوسط والشام هي محور ارتكاز الشرق الأوسط، مما أدى إلى صراع الاتحاد السوفيتي وأمريكا على السيطرة على مصر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
كما ذكر العالم نيكولاس اسبيكمان في كتابة الاستراتيجية الأمريكية في السياسة العالمية الصادر عام 1942، أن قناة السويس في مصر هي مفتاح السيطرة على القارة الأوروبية.
منذ الهيمنة الأمريكية على العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، أتاحت الفرصة للجيوش الخاصة (المرتزقة) بالتواجد في سيناء مثل “بلاك ووتر” الأمريكية و ” ديفيني سيستمز ليمتد” البريطانية، وهذا ما أكد عليه العالم “ديفيد شيرار” في كتابة “الجيوش الخاصة والسياسة العالمية” الصادر عام 1998، وكما قال العالم “شون كفيت” في تقرير الصادر من جامعة الدفاع الوطني الأمريكي عام 2019، أن تلك الجيوش تعمل لتنفيذ الأعمال القذرة التي تهيئ الأرض للدول لنهب الثروات بشكل قانوني والضغط على الدول لتنفيذ الإرادة السياسية للدول المالكة لتلك الشركات- وذلك كما تفعله “فاجنر” الروسية في أوكرانيا الآن.
إن الجماعات الإرهابية التي في سيناء تدار من خلال تلك الجيوش الخاصة من أجل السيطرة على غاز مصر المتواجد في شرق البحر المتوسط أو على الأقل منع استفادة مصر بتلك الثروات التي موجودة في سيادتها.
لقد استطاعت مصر بجيشها وشرطتها خوض حرباً طويلة منذ 2013 وحتى 2022 للقضاء على الإرهاب في سيناء، حيث قدمت مصر دماء شبابها من أجل حماية سيناء وثروات مصر فيها.
إن طابور العرض من معدات للتنمية والبناء على أرض سيناء الذي قدم أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي لهو إعلان الانتصار على الإرهاب وان ذلك الانتصار يوازي انتصار العاشر من رمضان.
تحية تقدير وإعزاز بشهداء الوطن منذ الاستقلال عام 1952 وحتى يومنا هذا، تحية لكل الجنود التي حققت تلك الانتصارات، تحية تقدير وإعزاز للرئيس عبد الفتاح السيسي وكل قيادات مصر الذين قضوا على الإرهاب في مصر والعاملين على التنمية الحقيقة للجمهورية الجديدة.
تعليقك على فيس بوك
أنشر تعليقك مباشرة على فيس بوك