مقالة لــ: أميرة الكيكي
كنت فاكرة يامصر انى تعبت منك
اكتشفت انى محال استغنى عنك
قبل مانسيبك وحشتينا يامصر ياأمنا
هكذا كانت تستمع للصوت الصافى يصدح ليملأ القلب حزناً وألماً على فراقها
لم تحلم أشجان أن تغادرها يوماً لتفشل فى أول أحلامها فبين حواريها عاشت ونسجت خيوط حلمها برداء أسود وقبعه سوداء تطلق فى الهواء لترتفع مع صيحات الفرح والانتصار تسمع أصوات تغرد بالتهنئة للدكتورة أشجان
ولكن هاهى فى طريقها للارتفاع وحدها دون قبعتها
هاهى تهاجر وتتركها وحيدة، ولكن هل تتركها ام طردتها واعلنت تخليها عنها
راقبت الشوارع والمبانى كأنها تختزن فى ذاكرتها مخزون عشقها وحبها
ورأته هناك فى مكانه الدائم يجلس على الرصيف المقابل لاشارة المرور
مازالت عيناه تضحك رغم ماتحمله من كل معانى الألم مازل ينتظر رحمة إشارة المرور عندما تأمر بالوقوف ليقف هو أيضاً بعد جلوس وينطلق بين السيارات يمنحهم دعوة ورجاء وتوسل قبل ان يبيع المناديل ينتظر الأحسان او ثمن ماباعه
وأقترب منها فأصابها الخوف ان تغدر به الاشارة قبل الوصول اليها فتحت حقيبتها سريعاً بحثت عن محفظتها المختفية وكأنها تتعمد أصابتها بالتوتر ومازالت تبحث حتى وجدتها لم تكن مختفية ولكن توترها أخفاها عن عينيها أمسكتها وهى ترجوها ان تعينها فلقد أقترب ونظراتها حائرة بينه وبين الاشارة التى تتوسل لها ان تتريث وبين محفظتها التى نست كيف تفتحها
وعانت يداها مع عينيها وأخيراً طاوعتها فأنفرجت عن حفنة نقود لم تنظر لها لم تحصيها فما أهونها ثمناً لما تريد رأت الاشارة تنير للأستعداد دق قلبها وكادت دموعها تعدو على وجنتيها ولسانها يتوسل بالدعاء
هاهو يقترب وهاهى الاشارة تصرخ أستعد
ووصل إليها ومد يده بعلبة المناديل ولسانه يتوسل ويرجو أمسكتها بل جذبتها من يده وألقت حفنة النقود التى اصابته بالذهول وصرخت تتوسل له ان يدعو لها بالرجوع
ضمت علبة المناديل لصدرها وتنفست ريحها واغمضت عيناها وهى تؤمن على صوته الداعى لها ربنا يرجعك بالسلامة
وهاهى تعود بعد ثلاثين عاماً مستقبلة فى صالة كبار الزوار لحضور تكريمها كعالمة تجلس الان فى سيارة فارهة ومرت فى الطريق تحاول أكتشاف المكان حتى رأتها من بعيد مازالت تساعد المساكين فتأمر الكل بالثبات ليقفوا بعد جلوس ويجولوا بين الطرقات
فبحثت بعينيها عنه ترى اين هو الان،؟ ربما كان احدهم أبنه او أبنته ففتحت حقيبتها بسرعة وعيناها تراقبه وتراقب الاشارة ضاحكة واخرجت محفظتها التى لم تتوارى واخرجت منها مبلغ قيم وامرت سائقها ليفتح نافذتها واقترب منها وقدم لها علبة المناديل منحته الثمن فانفرج فمه عن ابتسامة فطلبت منه وهى تبتعد قولى حمدلله على السلامة
تعليقك على فيس بوك
أنشر تعليقك مباشرة على فيس بوك