كتب: مصطفى سيد
-صفا الجميل (1907-1966)
(ملك جمال الوِحشين)
” صفا الجميل ” ممثل مصري ولد في القاهرة عام 1907، وفي بعض المصادر تقول أنه في عام 1920، إسمه الحقيقى “صفاء الدين حسين زكي فيضى”، ولكنه عرف بإسم صفا الجميل و صفا محمد أو “صفصف” كما كان يطلق عليه زملاءه بين الكواليس، وعند جمهور المشاهدين اشتهر بإسم نوفل.
بدأ مشواره الفنى فى منتصف الثلاثينيات، وإستطاع بوداعته وطيبة قلبه أن يستحوذ على حب زملاءه وحب الجماهير، واصبح من أهم وأشهركومبارسات السينما المصرية ،ولا تنسى له الجماهير حتى مشاهده الصامته، فمجرد إطلالته على الشاشة تبعث على الابتسام.كان صفا يعانى من ثقل فى لسانه أثر على نطقه ولكن كان كلامه مفهوما، وقد ظنته الجماهير أنه عنده إعاقة ذهنية -بسبب قيامه بتقديم دور مشابه- لكنه كان ذكياً بعكس أدواره الدالة على ذلك، وكان يتمتع بخفة ظل واضحة.
اكتشفه المخرج محمد كريم وأسند له دوراً صغيرً فىي فيلم “دموع الحب” 1935 مع الموسيقار محمد عبدالوهاب كما رحب به الفنان نجيب الريحانى وأشركه فى أفلامه وفرقته المسرحية.
قام بدور “نوفل” إبن المعلم سماحه القهوجي (عبدالفتاح القصري) ومن أفلامه: (سلامه فى خير، ظلموني الناس، خضرة والسندباد القبلي، الدنيا لما تضحك،شباك حبيبي، متحف الشمع، مطلوب أرملة).
حُبان من طرف واحد:
كانت المطربة اسمهان تحبه حباً شديداً، كما كان يبادلها نفس الشعور، حيث كانت تحرص على بقائه برفقتها في الاستوديو طوال الوقت، وحزن عليها حزناً شديداً بعد وفاتها.
كما أعجب بالفنانة ليلى مراد وأحبها أيضاً بسبب أنها كانت تعطف عليه وتوده، وكلما كان يفكر في مصارحتها بذلك -بعد إنفصالها عن الفنان أنور وجدي- كان يتذكر أنه دميم الوجه فكان يتراجع عن ذلك.
التفاؤل به:
كان الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب مكتشف صفا يتفائل به ويعتقد في أنه تميمة نجاح، فقد رُوي عن موسيقار الأجيال أنه ذات مرة أنه تعثر في تسجيل أغنية بعينها، وتعثر في تسجيلها وأعادها أكثر من مرة، ولم يرضَ عن أي من هذه التسجيلات، ولكنه عندما اتصل بـ«صفا» وحضر إلى الاستوديو، أصبح كل شئ على مايُرام.
لم يكُن عبد الوهاب وحده هو من اعتاد أن يستبشر بوجه «صفا» الجميل، فكذلك كان الفنان أنور وجدي قد اعتاد أن يتصل به عند شروعه في كتابة سيناريو جديد، كذلك الشاعر صالح جودت، الذي طلب من «الجميل» أن يمُر عليه صباح كل يوم لكي يُلهمه، ويرتشف معه فنجان من القهوة، لكن «صفا» اكتفى بأن يمُر عليه مرة في الأسبوع.
وبالرغم من أرشيف «صفا» السينمائي لم يتعد فترة ستين دقيقة على الشاشة، موزعة على 30 فيلماً، لكن أحداً لا ينسي ظهور المتميز بفيلم «دهب»، في دور «حرنكش» ابن الفنانة زينات صدقي، أو دوره ضمن الطلاب الذين كان يدربهم الفنان «شرفنطح» على غناء نشيد الترحيب بالفنان نجيب الريحاني في فيلم «سلامة في خير»، وقد نشّز في نهاية النشيد بشكل ملفت. كما كان الفتى الذي وضع النشادر في عينيّ فاتن حمامة في فيلم اليتيمتين لتفقد بصرها، فضلاً عن أنه مرتجل أشهر مقولات السينما المصرية «شرف البنت زي عود الكبريت»، في فيلم «شباك حبيبي».
وقد أجمع أصدقاء صفا الجميل الذين اعتادوا أن ينادوه «صفصف» بأنه كان طيب القلب عزيز النفس، كما أجمعوا أنه لم يكُن مُعاقاً ذهنياً كما قد توحي طريقة كلامه، بل يذكر أن صحفيًا قد سأله ذات مرة عن وجهه «غير الوسيم»، فرد ردًا ينُم عن بديهة حاضرة قائلاً: «أنا مبسوط كدة، مش يمكن يعملوا مسابقة عن أوحش رجل في العالم وربنا يكرمنى وأكسبها؟!».
توفى صفا الجميل في عام 1966.
-هوامش:
إشترك الفنان صفا الجميل (نوفل) بفيلمين فى قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد:
هما فيلمي (سلامة في خير) 1937 و (العزيمة) 1939.
رحم الله الفنان الجميل.