كتبت : إيناس ياسر صقر
صفحات الفيس بوك وتويتر واليوتيوب وكل مواقع التواصل الإجتماعي أنا واحده من الناس نشأت لقيتهم موجودين في حياتي بحكم عمل بابا وعمامي في مجال الكمبيوتر وتقريباً كل تعاملاتي مع أصدقائي وزميلاتي وحتى أقربائي كانت ومازالت عبارة عن بوست يتكتب فيه اللي عاوزة أقوله على العام ولو حاجه شخصية وفيها أسرار بنتحاور فيها عن طريق الماسنجر.
بس لقيت أن أهم من الحوار الإحساس بالحوار …. أحياناً أكتب كلام أقصد بيه شئ ويتفهم بشكل تاني خالص وممكن كلمة واحده تترجم بأكثر من معنى وده لأن اللي بيقرا البوست أو الحوار مش شايف تعبيرات وشى أو نبرة صوتي.
مواقع التواصل الإجتماعي بشكل عام جففت منابع الأحاسيس بين الناس وبعضها وعملت حواجز بين أقرب الناس وبعضها. بقت التهاني عبارة عن صورة والتعازي جمل محفوظة وتبادل المشاعر بين الأصدقاء والأحباء عبارة عن مصطلحات مرصوصه برتابه.
لما كنت بأسمع عن حكايات زمان من بابا وجدتي والناس الكبيرة تمنيت كتير إني أرجع بالأيام وأعيشها وأشعر بشعورهم. حتى الحكايات كانت فيها الدفء والشعور بالطمأنينه والهدوء وتمنيت أن التكنولوجيا لم تظهر ولم نستخدمها.
سمعت عن معارف وعن أقارب لم أعرفها أو أشوفها إلا في صور على صفحات التواصل وعمري ما تكلمت معاهم إلا عن طريق بوست في صفحة أو رد على بوست. إحساس بالجفاء والملل في طريقة التواصل غير أنها تقطع صلة الرحم بيننا اللي كانت أهم وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من أشد أضرار مواقع التواصل الإجتماعي على الإنسان والمجتمع إهدار قيم ونسف أساسيات قائم عليها المجتمعات وإهدار الوقت وتضييعه فيما لا يفيد ويعيشنا في عالم إفتراضي ليس له صلة بواقعنا ويغيبنا عن مهامنا الأساسية لدرجة أنه أحياناً بينسينا واجباتنا الدينيه.
زي كل الناس بأستخدم مواقع التواصل ورغم ذلك أتمنى لو ماكنتش ظهرت علشان نحس بإنسانيتنا.
السؤال هنا هل ينفع إننا نستخدم مواقع التواصل الإجتماعي بدون ما تأثر على إنسانيتنا وحياتنا وعلاقاتنا الأسرية ونعيد ترابطنا اللي تقريباً ما بقاش منه غير الإسم المشترك.
هل ينفع نستخدم مواقع التواصل الإجتماعي وما نقطعش أماكن التواصل الإجتماعي ؟؟