كتبت : إيناس ياسر صقر
منذ نعومة أظافري وإدراكي لما يدور حولي كنت أسمع عن ريا وسكينه اللي كانوا بيخطفوا الستات في مدينة الأسكندرية عروس البحر المتوسط في القرن الماضي ولم أكن أعرف شئ عن حكاية الخطف وليه كانوا بيخطفوا الستات وكنت أظن حينها أنها حكاية من حكايات ألف ليلة وليله أو درب من دروب خيال القصاصين وعندما شاهدت المسلسل بطولة الرائعة عبلة كامل والجميلة سمية الخشاب فهمت وعرفت أنها قصة واقعية وعرفت معنى الخطف والحقيقة أن تلك القصة وأشباهها ملأت نفوسنا كبار وصغار بالخوف والرعب من مجرد فكرة الخطف.
وكبرنا شوية ورحنا مدارس وجامعه وكانت وصايا أمي وأبي دائماً “خدي بالك من نفسك وما تكلميش حد ما تعرفيهوش ولا تردي على حد. ولو حد قرب منك في الشارع أصرخي بأعلى صوتك” لدرجة أني في سن السادسة وأنا ماشيه في الشارع أول حد قابلني ومن غير مقدمات صرخت بأعلى صوتي من غير سبب لدرجة أن كل اللي في الشارع إستغرب تصرفي.
أنا أعذر الأهل طبعاً من كتر خوفهم على أولادهم ففكرة فقد الإبن أو الإبنه فكرة بشعه بكل المقاييس ولا يتمناها أحد وأدعو الله أن لا تطال أحد وأن يبعدها عن الجميع.
كبرنا وتهيأ لنا أنه تضاءلت مخاوفنا من حكاية الخطف وطبعاً في إعتقادنا إن عملية الخطف للعيال الصغيرة بس وأننا كبار على الخطف والخاطف هيفكر ألف مرة قبل ما يقدم على حاجه زي كده. ولكن مع مرور الأيام وتكرار الحوادث إكتشفنا كلنا إن الخطف مالوش كبير وأصبح الخاطف لا يهاب شئ ولا يهمه حكومه ولا ناس ماشية في الشارع ويخطف أي حد في أي مكان وفي عز النهار.
عمليات الخطف دوافعها كثيرة … إما بدافع الإنتقام أو بدافع السرقة وفي كثير من الأحوال بدافع التجارة في الأعضاء البشرية أو بدافع الإغتصاب وفي كل الأحوال النتيجة واحده والمسمى واحد والسبب غياب الوعي والثقافة وسوء التعليم والأهم من ذلك تردي الأوضاع الأمنية.
الحقيقة أني لا أجد أسرة لديها طفل أو بنت أو حتى شاب لا يؤرقها تلك الظاهرة المرعبة التي أصبحت من ضمن حكاياتنا اليومية ومن لم تصله فقد شاهدها في قريب أو جار أو حتى معارف من بعيد.
إلى متى ينتظر الجميع الدور ليحزن طول عمره على طفل إتخطف أو بنت إتخطفت ؟؟؟ إلى متى سنظل نائمين عين مغمضه وعين مفتحه وإيدينا على قلوبنا مرعوبين على أولادنا ؟؟ إلى متى ستظل الأسرة المصرية منتظره سماع خبر سئ قبل عودة إبنها منذ خروجه من عتبة باب المنزل ؟؟
يجب أن تنتبه الدوله والحكومه بكل مؤسساتها وجهاز الشرطه بصفة خاصة إلى خطورة هذا الموضوع وأهمية إيجاد حلول حاسمه وسريعه لمواجهة هذه الظاهرة المؤرقة. كما يجب على البرلمان عمل تشريعات وقوانين رادعه وقاسية لمعاقبة هؤلاء المجرمون وجعلهم عبرة لكل من تسول له نفسه أو يوسوس له شيطانه لقيامه بفعل كهذا.
آن الأوان أن ندق جميعاً أجراس الإنذار وننبه الغافلين أو المتغافلين عن سوء العواقب قبل أن تتحول البلاد إلى حكم الغاب ونفتح ملفات كثيرة أدى إهمالها إلى ظواهر مثل تلك الظاهرة الخطيرة.
ولنا لقاء **