كتب: رئيس التحرير “عمرو نوار”
بادئ ذى بدء.. ان التنوير الذى ادين به وله هو تنوير ذلك الرجل ” محمد أفندى ” جدى لأمى الاذاعيه القديره فاطمه ابو زيد .. ذلك الرجل الذى لم يكد يمر قرابة ١٥ عام على بدء دخول الفتاه المصريه الى الجامعه المصريه والذى وان كان آنذاك حلما صعبا لفتيات العاصمه فإنه كان حلما مستحيلا على فتيات الصعيد.
بادئ ذى بدء.. ان التنوير الذى ادين به وله هو تنوير ذلك الرجل ” محمد أفندى ” جدى لأمى الاذاعيه القديره فاطمه ابو زيد .. ذلك الرجل الذى لم يكد يمر قرابة ١٥ عام على بدء دخول الفتاه المصريه الى الجامعه المصريه والذى وان كان آنذاك حلما صعبا لفتيات العاصمه فإنه كان حلما مستحيلا على فتيات الصعيد.
فلم تكن فى الصعيد جامعات فى ذلك الوقت ناهيك على انه لم تكن لتجرؤ عائله صعيديه على ارسال فتياتها للدراسه فى ” مصر” لما سيلحقها من العيب والاتهام بالفرنجه وتقليد فتيات الجاليات الاوروبيه المقيمه فى مصر.
ولكن “محمد افندى ” ذلك التنويرى الذى لم يقل يوما عن نفسه انه “تنويرى” اقدم على تلك المغامره وسط سخط عائلته فى الصعيد وتقريظ زملاؤه فى وزارة المعارف وجاءت ” فاطمه ” وسكنت فى بيت الطالبات بجامعة القاهره لتبدأ رحله طويله تحقق فيها حلمها فى العمل بالصحافه مع رفيقة دربها ” العالمه والاستاذه القديره والمناضله د.عواطف عبد الرحمن والمخرجه القديره انعام محمد على ابنة مدينتها فى صعيد مصر.
وردت “فاطمه” الجميل وبدأت حمله صحفيه حثيثه لانشاء جامعات بالصعيد وحققت الحمله نتائجها وبدأ انشاء الجامعه فى اسيوط وتلاها جامعات بمدن الصعيد لتتدفق وتقبل الاف الفتيات من الصعيد على التعليم الجامعى بخطى واثقه واراده نافذه.
هذا هو ” التنوير ” الذى عرفته وآمنت به ..عملا ميدانيا وفكرا تقدميا يضئ دروب الظلام امام ابناء الشعب تعليما وتثقيفا وتحضرا …وكنت ومازلت مؤمنا ان الست “أم احمد ” بائعة الفجل لن تستفيد شيئا البته اذا دعوتها لندوه عن الفرق بين “ضبط الشكل ” وتحقيق المتن ” وان ” ابن ماجه ” وابن تيميه ” وابوهريره ” ليسوا على جدول اعمال “الست ام احمد ” بايمانها الفطرى وصلاتها التى لاتعرف فيها غير الفاتحه
وها هنا دعنا نتوقف لنأخذ نبذه مختصره لانتوسع فيها لعدم مناسبة المقام للشرح الموسع ولكننا امام روايتين عن نشأة فكر ” المعتزله” والتى يقول احد مؤسسى ” تكوين ” انه ينتمى اليها.
وكانت البدايه فى مجلس الامام الحسن البصرى الذى افتى بأن مرتكب الكبيره ليس كافر فاعترض تلميذه “واصل بن عطاء” على هذا الحكم وقال ان مرتكب الكبيره ليس مؤمنا وليس كافرا حال ارتكابها وانما هو فى ” منزله بين المنزلتين ” وترك مجلس استاذه وتبعه اقوام فقال الام الحسن البصرى ” اعتزلنا واصل” اى واصل بن عطاء فسرى هذا اللقب على هذه الجماعه ” المعتزله ” والتى ستشكل احداثا هامه خلال العصر العباسى وتخلق ازمه كبيره بانضمام الخليفه المأمون.
وقد سبقه الجاحظ والزمخشرى للايمان بما يسمى ( الاصول الخمسه ) وهى “التوحيد والعدل و الوعد والوعيد والمنزله بين المنزلتين ثم واهمها ( الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ) والذى يرى المعتزله – وياللعجب- انه ملزم باللسان واليد والسيف لمواجهة “أهل الفجور” !!! وحيث ان المقام ليس مقام مناقشة فكر وفقه “المعتزله” والتى تقول الروايه الثانيه لنشأتهم انها جاءت نتيجه للتوسع فى الفتوحات الاسلاميه واختلاط المذاهب الفلسفيه اليونانيه بالفكر الدينى الاسلامى.
تلك الافكار التى كانت ستختفى -ربما- لولا عثور البعثه الاثريه المصريه باليمن على المرجع الأكبر لمذهب المعتزله وهو كتاب (المغنى فى ابواب التوحيد والعدل )للقاضى عبد الجبار.
ثم توالت الاحداث وتداخلت قضايا المعتزله صداما واصطداما من قضايا خلق القرآن منذ الأزل وانه ليس كلام الله مستحدثا وانكار امكانية رؤية الله فى الآخره بالبصر وانكار شفاعة النبى فى اهل الكبائر واعتمدوا على مااطلق عليه العقل لا النقل فانضم البهم من انضم وعارضهم من عارضهم وكانت محنه كبيره بطش فيها الخليفه المأمون بكل من عارض مذهب المعتزله وكان منهم الامام احمد بن حنبل ومحنته الشهيره فى الجلد والسجن والتعذيب ليقر ان القرآن مخلوق والقصص فى هذا الباب كثيره وما يهمنا فى هذا المقال توضيح ان الخلاف الفكرى هو امر محمود لاغبار عليه ان لم يرتبط بجرائم القمع والارهاب التى مارسها الخليفه المامون ضد معارضى مذهبه.
وكأن هذا مانراه حاليا من اتهام كل من يعارض ( شخوص ) تكوين من اتهامه بالتطرف الدينى وتخلفه ورجعيته ورفضه لإعمال العقل فى النص وفى هذا مغالطه كبيره لأن كثيرا من منتقدى هذه المؤسسه (تكوين ) هم من عِلية المثقفين واصحاب الفكر المشهود لهم بالاعتدال فكأنهم (المعتدله) فى مواجهة (المعتزله ) الجدد وهذا غير صحيح لان اعتراض الاغلبيه ينصب على ( الشخوص ) التى تقف وراء هذه المنشأه وليس ( النصوص) التى يؤمن كل ذى عقل بوجوب مناقشتها ومراجعتها.
ان ” تكوين ” تضم فى عناصر تأسيسها اسماءً يدرك الناس فى اغلييتهم انهم مجرد “باحثين” عن الاضواء والشهره وليسوا “باحثين ” بالمعنى العلمى والمنهجى ولا يمكن ضمهم الى قائمة العلماء المجتهدين ولا الائمه المجددين حتى ان بعضهم – وقد رأينا وسمعنا – لايحسن العربيه نطقا ولا نحوا ولاصرفا مما ينتفى معه الاقتراب من أى نص استعراضا وجلبا للاثاره لابحثا عن الحقيقه فما ان يقرأ احدهم بضع صفحات من مجلد أصفر حتى يجرى لاهثا باحثا عن اقرب شاشه وميكروفون نافيا أصول البحث والتدقيق افاده استضافته لدى بعض مقدمى البرامج الفضائيه الراغبين فى جلب ورفع عدد المشاهدات عن طريق اسلوب الصدمه.
واضرب مثالا واحدا عن هذا التزييف والضحك على “عقول ” بسطاء المشاهدين فمن المعروف لدى اى قارئ ومثقف بسيط ان صلاح الدين الايوبى هو عدو الشيعه الاول فى العصر الحديث حيث قضى قضاء مبرما على امبراطوربتهم الشيعيه والتى كان مركزها القاهره لما يزيد عن ٢٥٠ عاما ليعيد مصر الى المذهب السنى فى يوم وليله بعد اعدام الخائن شاور السعدى الذى ادخل الفرنجه الى شوارع القاهره باتفاقيه رسميه بصفته وزير الخليفه العاضد.
فان انت قرأت واقتبست من كتب الشيعه لن تجد الا سبا وقدحا وذما فى هذا البطل الاسلامى واتهامه بالقتل والسلب والطغيان فى حين ان المراجع الموثوقه والمعتبره تتحدث عن تاريخ عظيم من النضال الوطنى والبطولى والعداله وارساء دعائم الدوله امنا واقتصادا ورخاء على امتداد الخريطه فى الشرق.
واغفال هذا لاحداث الصدمه الفضائيه بحثا عن الشهره والاضواء لهو بيت القصيد فى كل ماتفعله “،تكوين” بقيادة اولئك الذين لم يشهد لهم المجتمع الثقافى المصرى سوى باثارة البلبله والثرثره والصراخ امام الكاميرات بلا أى جدوى علميه وقيمه معرفيه مضافه وتقديرى انهم زوبعه فى فنجال المسرح السياسى والثقافى المصرى لن تلبث ان تذوب فى قعر هذا الفنجال والتاريخ الذى لايذكر الا العلماء الاجلاء والتنويرين الصادقين امثال عميد الادب العربى الذى ادعى احدهم انه افضل منه فبدا كالابله مرورا بسلامه موسى واحمد لطفى السيد ولا ننسى ابدا (محمد افندى) التنويرى فى صمت.