كتب : ماهر بدر
أستاذة الأورام : يحذرون من التدخين ويطلقون مبادرة «دراما بدون تدخين»: الشيشة من أكثر أسباب الاصابة بسرطان الرئة
80 % من السيدات يعانون من أمراض ومشاكل بالرئة بسب «التدخين السلبي»
تكريم اسم الراحلة رباب جعفر على ما قدمته للمرضى وللمجتمع الطبي في مجال علاج الأورام
تماشيًا مع جهود الدولة في القضاء على سرطان الرئة، عقد المعهد القومي للأورام، مؤتمر «أورام الصدر الدولي السنوي»، وذلك لمناقشة كيفية الوقاية وأحدث طرق العلاج لأورام الجهاز التنفسي، حيث ناقش المؤتمر أحدث البروتوكولات العلاجية لأورام الرئة، والعلاج المناعي، وأهمية الكشف المبكر عن أورام الرئة وتعميمه بمصر، مع الإشادة بجهود الدولة لإطلاق مبادرة رئاسية قريبا للكشف المبكر عن سرطان الرئة، والتي من شأنها الكشف المبكر وبالتالي رفع نسب الشفاء من المرض.
وأعلن المشاركون في المؤتمر من كبار أساتذة الأورام، عن إطلاق مبادرة «الشريط البيضاء» وذلك من سفح الهرم، للتوعية بأورام الرئة وطرق الوقاية منها، كما تم الإعلان أيضا عن إطلاق حملة «اليوم أحيا حياة صحية» بهدف التوعية بأهمية التمتع بالصحة الجدية وعدم الإصابة بالأورام، من خلال الابتعاد عن مسببات المرض وأهمها السمنة والتدخين وممارسة الرياضة باستمرار، كما تم التأكيد على أهمية تجنب الأعمال الدرامية لمشاهد التدخين الذي يٌعد من أبرز أسباب سرطان الرئة، وذلك من خلال مبادرة «دراما بلا تدخين».
وقال الدكتور حمدي عبدالعظيم أستاذ علاج الأورام، ورئيس اللجنة العلمية للمبادرة الرئاسية للكشف عن سرطان الثدي، إن المؤتمر ناقش الجديد في علاجات سرطان الرئة، وانعكاسه على ارتفاع نسبة الشفاء في الوقت الحالي، مشيرًا أن المبادرة الرئاسية لصحة المرأة، أجرت متابعة وكشف على سرطان الثدي لدي السيدات على المستوي القومي، ونجحت في النزول بنسب الحالات المتأخرة لدى السيدات من نسبة 60% – 30%، مما يعد نجاحًا غير مسبوق.
وأضاف أستاذ علاج الأورام، أن المبادرة استقبلت أكثر من 20 مليون سيدة خلال عامين، وتم تقديم العلاج لجميع السيدات بالمجان، من خلال أحدث البروتوكولات العلاجية المستخدمة وبأحدث الأدوية العالمية التي تستخدم في أوروبا.
وأشار عبدالعظيم، أن اكتشاف سرطان الثدي في المراحل المبكرة يرفع من نسب الشفاء ويعظم فرص العلاج، مشيرًا أن خطوط العلاج في الوقت الحالي بمصر تواكب منظومة العلاج في المملكة المتحدة، وكل ذلك بدعم من رئيس الجمهورية في التطوير الدائم للعلاج.
بدورها قالت الدكتورة علا خورشيد، رئيس أقسام علاج الأورام بالمعهد القومي للأورام، وسكرتير عام المؤتمر، إن الكشف المبكر عن أورام الرئة وتعميمه بمصر له أكثر من فائدة في اكتشاف الورم في مراحله الأولى، مشيدة في ذات السياق بدور المرأة المصرية كطبية سواء فيما يتعلق بالتوعية والمشاركة بكافة السبل في محابة أورام الصدر.
وأضافت رئيس قسم طب الأورام، أن المؤتمر ناقش أيضا كل ما هو جديد في علاج أورام الغشاء البلوري خاصة استخدام العلاج المناعي والعلاجات الموجهة، مؤكدة أن مصر توفر كافة العلاجات المتاحة، ونسعى حاليا لتوضيح طرق الوقاية والسيطرة على المرض، لافتة الى أهمية مشاركة شباب الأطباء في آليات البحث العلمي والتعاون بين الأطباء المصريين والأجانب.
وأضافت، أن المؤتمر به عدد من ورش العمل المختلفة والمتنوعة، وذلك بالتعاون بين الأساتذة المصريين والخبراء الأجانب، في الجراحة والاشعة التشخيصية والتداخلية لعلاج أورام الرئة، منوهة أن اليوم الثالث للمؤتمر شهد إطلاق مبادرة “الشريطة البيضاء” من سفح الهرم، للتوعية بأورام الرئة، وذلك بمصاحبه الموسيقي العربية.
وأشارت الدكتورة علا خورشيد، أن المؤتمر ناقش دور العلاج المناعي والعلاج الجيني في أورام الصدر ووضع خطط العلاج المناعي، مشيرة في ذات السياق أن مؤتمر أورام الصدر متخصص لمرضى أورام الصدر، وهذا أكثر الأمراض شيوعا والوفيات كثيرة جدا، حيث يوجد 80 % من النساء يعانون من أمراض ومشاكل بالرئة بسب التدخين السلبي.
بدوره كشف الدكتور حسين خالد أستاذ علاج الأورام والعميد السباق للمعهد القومي للأورام وزير التعليم العالي الأسبق، أن السرطان يعتبر ثاني سبب للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، موضحا، إن استراتيجيات علاج الأورام تشمل الوقاية والاكتشاف المبكر، حيث يعتبر التدخين السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، وهناك توجه عالمي لعمل دعاية وتوعية مبكرة للقضاء على هذا المرض لتجنب مسبباته لأن الاكتشاف المبكر يزيد من نسب الشفاء، ويقلل تكلفة العلاج، موضحا إن أدوية الأورام مرتفعة الثمن جدا، ولذلك فان اقتصاديات العلاج مهمة لخفض التكلفة من خلال الوقاية.
وأضاف، إن أكثر أنواع الأورام انتشارًا هو سرطان الثدي لدى السيدات، يليه سرطان الكبد في الرجال، ويعتبر سرطان الرئة ثالث أنواع السرطانات حدوثا، بسبب التدخين وخاصة تدخين الشيشة، لأن حجر الشيشة الواحد يعادل 50 سيجارة، لذلك تعتبر الشيشة من أكثر أسباب الاصابة بسرطان الرئة.
من جانبه قال الدكتور سامي الخطيب رئيس جمعية الأورام الأردنية، والأمين العام لرابطة الاطباء لمكافحة السرطان، أن المؤتمر يظهر حجم التعاون الكبير بين جمعيات العالم العربي ومنها جمعية الأورام الأردنية وجمعية الأورام في مصر، والتعاون كبير جدا في مجالات عديدة جدا ومنها مؤتمرات التوعية والتثقيف وتبادل الأوراق العلمية والأبحاث بشكل مستمر.
وأضاف الخطيب، أن من أهم العلاجات حاليًا، هي العلاجات المناعية وهي ليست تقتل الخلايا السرطانية، وهي عبارة عن علاجات ترفع مناعة الإنسان المُصاب بالسرطان ليقاوم المرض والخلايا السرطانية، وهذه العلاجات مكلفة جدا وبالتالي تكون مرهقة والمرضى المستفيدين من هذه العلاجات محدودين للغاية.
وحرص المشاركون بالمؤتمر، على تكريم اسم الراحلة الدكتورة رباب جعفر، أستاذ علاج أورام، وذلك على ما قدمته للمرضى وللمجتمع الطبي المصري والدولي في مجال علاج الأورام وخاصة أورام الرئة.
وعُقد المؤتمر تحت رعاية وزير التعلم العالي والبحث العلمي، ووزارة التضامن الاجتماعي، وجامعة القاهرة، والجمعية المصرية لأورام الجهاز التنفسي، والمؤسسة الطبية الدولية لمكافحة الأورام بالتعاون مع جامعة جورجيا بأمريكا، ومونت سيناي للأورام ومعهد الأورام في كوريا، وجمعيات أورام الصدر الدولية، مثل IASLC, ISLB, ESMO,ASCO وبالمشاركة مع المعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة.