كتب : ياسر صقر
آفاتان أصابا المجتمع في قلبه وتأصلا فيه وأصبحا جزءا من يومياته وكما كان فيروس كورونا في الأمس فيروس غريب ونهابه إلا أننا اليوم نتعامل معه على أنه فرد من أفراد الأسرة.
أصبح مشهد التوكتوك في شوارعنا مشهداً مألوفاً بالرغم من كل مخالفاته وإزعاجاته وأضراره على المجتمع وليس بالغريب أن نراه يسير في الإتجاه المخالف أو يكسر إشارة مرور أو يظهر فجأة على يمينك وأنت سايق وممكن يمر من أمامك رغماً عن أنفك.
فمنذ أن ظهر التوكتوك في حياتنا وإنقلبت رأساً على عقب وأصبحت هذه الخنفساء السوداء التي تسير في شوارعنا مشوهه أي مظهر حضاري له وكأنه “فسفوسه” في وجه بنت جميله.
فمنذ عام 2005 تقريباً وظهر هذا الكائن في مناطق البلاد النائية ليكون معيناً لقاطنيها للإنتقال السهل لعدم وجود وسيلة إنتقالات هناك إلا أن الوضع تغير تماماً هذه الأيام وأصبح منافساً قوياً لوسائل المواصلات داخل المدن الكبرى وفي الأماكن الحيوية متجاوزاً كل اللوائح والقوانين المنظمة للمرور.
وبكل أسف أصبح وجود هذا الكائن داخل المدن والشوارع الرئيسية ملوثاً مظهرها العام سمه أساسية وأصبح التغاضي عن وجوده مثيراً للتساؤلات والريبه في هذا الأمر لدرجة انه أصبح من المقولات التي نسمعها أن بعض أمناء الشرطة يمتلكون نصف تكاتك البلد.
ولم يقتصر دور التوكتوك على تلوث الشكل العام للمدن أو على التلوث السمعي بسبب ما يصدره من أصوات مزعجة من سماعاته الضخمة وأنه آداه أصيله في إرتكاب جرائم الخطف والإغتصاب ويستخدمونه بعض محترفي التسول في إمتهان النصب على العامة بالتبرعات لحالات وهمية وزائفة.
إلا أنه ضليع في تدمير وضمور الحرف الأساسية في البلد وأصبح وسيلة سهلة للحصول على المال فهجر الحرفيون حرفهم وإتجهوا للتوكتوك الذي يدر عليهم الأموال السهلة والتي ربما تكون ضعف الأجر الومي لهم.
كما أن هذا الملعون أحد أهم أسباب ركود سوق التاكسي الذي كاد أن يختفي بسبب زحامه ومزاحمته في لقمة عيشه ووقف الحال فيضطر لرفع أجرته ليقاوم غلاء البنزين والزيت وأجرة السائق وفي النهاية النتيجة واحده.
وكما أن التوكتوك دمر أساسيات في المجتمع وخلق عادات لم تكن فينا فقد ظهر في الأونه الأخيره فيروس آخر شبيه في النطق والآثر السلبي على مجتمعنا.
ظهر التيك توك هذا التطبيق المدمر في نهاية 2017 ليصبح التطبيق رقم واحد في تحميلات الشباب وإستخدامه .
وكما كان التوكتوك وسيلة سهلة للكسب السريع فإن التيك توك هو الآخر أصبح وسيلة سهلة جداً للكسب السريع وأصبح الشاب منهم لا يريد أن يعمل ولا ينتج فكل ما عليه هو أن يصحاله ساعة بعد المغرب يضرب له فيديو ولا إتنين من فيديوهات الهلس والتفاهه يجمع بهم مشاهدات ولايكات ياخد عليهم أموال تكفيه شهر عمل وإنتاج.
والبنات التي تتفنن في مغازلة المشاهدين بمشاهد إثارة وعري لتجمع أكبر قدر من المتابعات والمشاهدات وكلما زادت المشاهدات زاد الدخل مدمرة بذلك أخلاق وأصول عائلات وأسر بتدمير شبابها وبناتها وتزداد الأرباح كلما زاد التدمير.
وأصبح الذين يستيقظون صباحاً ليتسابقوا على تحصيل أقوات يومهم بجهد وعرق وكد من الصور القديمة وأفلام الأبيض والأسود فقط.
لقد ساهم هذا التطبيق الشيطاني في تدمير المجتمع وإفساده وإخراج أسوأ ما فيه وأنشأ جيل تالف وتافه غير منتج وغير مفيد لوطنه ليصبح الوطن هش وبلا عماد.
وفي ظل تعليم متدني وعلماء جهله وفتاوى عقيمه وصحة مدمرة وحياه صعبه أصبح إختلال الأوطان فكرياً وتغيير عقائد شبابه من الأمور اليسيره والتي تتحقق بضغطة زر.