كتب : ماهر بدر
مصر اتخذت دور كبير وجعلت من البناء الأخضر استراتيجية واضحة
الشركات العقارية ستلجأ لتغير سياستها خلال الفترة المقبلة لمواجهة التحديات والتغيرات المناخية
أكد المهندس حسين داوود، رئيس ستايل هوم للاستثمار العقارى، أن الحكومة المصرية تسعى لتحقيق التنمية المستدامة في كافة مناحي الحياة وهو ما يتفق مع خطة مصر 2030، والتي تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والبيئية إلى جانب الأبعاد الاقتصادية، لتحسين استغلال الموارد المتاحة لتلبية احتياجات الأفراد مع الاحتفاظ بحق الأجيال القادمة.
أوضح أن الهدف رقم 11 من أهداف التنمية المستدامة ينص على إنشاء مدن ذكية وخضراء باستخدام مواد بناء صديقة للبيئة، بما يقلل من الانبعاثات الكربونية الضارة وهو ما يعنى أيضا أن يحقق الفرد أعلى مستوى رفاهية بأقل تكلفة ممكنة.
أكد أن تطبيق معايير التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية،باتت عنصرًا حاكمًا في تنفيذ كافة المشروعات الحكومية والخاصة، نظرًا لدورها المهم في تحسين نوعية الحياة والاهتمام بتلبية احتياجات الأجيال الحالية مع حفظ حقوق الأجيال القادمة.
وأوضح أن العمارة الخضراء تتزايد أهميتها في المرحلة الراهنة، خصوصًا بعد استضافة مصر “قمة المناخ” التي تناولت سبل خفض الانبعاثات الكربونية، حيث تزامنت القمة مع نهضة عمرانية كبيرة بمجتمعات تحقق الاستدامة وتطبق معايير العمارة الخضراء التي أصبح لا مفر من تطبيقها حاليًا.
قال إن مصر تعيش نهضة عمرانية خلال الـ8 سنوات الأخيرة لم تشهدها من قبل، حيث تم إنشاء 40 مدينة جديدة؛ بعضها مدن ذكية تطبق معايير الاستدامة، علاوة على المشروعات القومية والبنية التحتية وغيرها من المشروعات العمرانية الأخرى، بهدف مضاعفة مساحة العمران من 7% إلى 14%.
أضاف ، أن عدداً كبيراً من المشروعات أصبح يهتم بجودة الحياة، لذا فإن تطبيق معايير الاستدامة في المشروعات يُعد مهمًّا للغاية في توفير احتياجات الأجيال الحالية وحفظ حقوق الأجيال القادمة من الموارد الطبيعية، وأهمها معايير العمارة الخضراء التي تعمل على ترشيد الموارد الطبيعية، مثل المياه والكهرباء والتى تؤدى إلى خفض مصروفات التشغيل، مشيرًا إلى أن العاصمة الإدارية الجديد تعتبر أكثر مدينة جديدة تطبق معايير الاستدامة.
أكد ، أن تطبيق معايير الاستدامة في المشروعات يعد مهم للغاية في توفير احتياجات الأجيال الحالية وحفظ حقوق الأجيال القادمة من الموارد الطبيعية وأهمها معايير العمارة الخضراء التي تعمل على ترشيد الموارد الطبيعية مثل المياه والكهرباء والتي تؤدي لخفض مصروفات التشغيل، مشيرًا إلى أن العاصمة الإدارية أكثر مدينة جديدة تطبق معايير الاستدامة من خلال شبكة الألياف الضوئية.
أكد إن الأزمة القادمة ما بعد جائحة كورونا هى أزمة الاحتباس الحراري، مشيرًا إلى أن جائحة كورونا أثرت على العالم أجمع خلال الفترة الماضية، وأكدت بما لا يدع مجالًا للشك أن العالم أصبح قرية صغيرة، مؤكدًا أن الاحتباس الحراري أصبح أمرًا شائكًا للغاية ويتطلب ضرورة توافر حلول سريعة للسيطرة عليه، لافتا الى أن المناخ أصبح يؤثر على كل مناحي الحياة ومنها العقار، وأن الإنسان يعتبر عاملًا رئيسيًا ومؤثرًا بشكل واضح في ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال المصانع التي ينشئها والحركة التجارية الناجمة عن هذه المصانع والتي أصبحت تؤثر تأثيرًا كبيرًا على البيئة.
أضاف أن الصين تساهم بنسبة تقدر بـ 30% من ظاهرة الاحتباس الحراري حول العالم، وهو ما يفتح الباب أمامنًا إلى ضرورة استغلال هذه الأزمة في جذب مستثمرين أجانب إلى مصر وتشجيعهم على إقامة استثماراتهم فيها، خصوصًا أن مساهمة مصر في الاحتباس الحراري حول العالم نسبة ضئيلة تكاد لا تذكر، لافتًا إلى أن ذلك فتح أبواب الحديث عن جلب استثمارات صناعية كهذه إلى مصر بناء على استغلال انخفاض نسبة انبعاثات الحرارية وتوفير مميزات اقتصادية لهؤلاء المستثمرين وحثهم على إقامة مشروعاتهم ومصانعهم في مصر وهو ما سيكون عاملًا كبير في تحريك عجلة الاقتصاد المصري بشكل مباشر.
تابع أنه على مستوى قطاع التطوير العقاري فالهدف الأسمى للجميع في هذا القطاع هو إرضاء العميل بتوفير مبنى يلبي كافة احتياجاته، وفي نفس التوقيت تحقيق الربح الكافي للمطور العقاري كي يكون قادرًا على الاستمرار في تنمية مجتمعات جديدة، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب ضرورة تغيير أكواد البناء الحالية وأن تكون هناك أكواد بناء مستحدثة تحقق معايير التنمية المستدامة وتساهم في تطبيق العمارة الخضراء على أرض الواقع، خصوصًا وأن بعض الهيئات والشركات العالمية أصبحت حاليًا تتطلب اشتراطات معينة وأكواد بنائية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة قبل الدخول باستثماراتها إلى هذه الأسواق الجديدة عليها.
أضاف أن كل مبنى مستدام هو مبنى أخضر وليس كل مبنى أخضر هو مبنى مستدام، منوهًا إلى أن بعض المباني الخضراء قد تساهم في توفير الطاقة التي تستهلكها لكنها في حقيقة الأمر تساهم في إهدار مورد بيئي جديد بشكل جلي، مشيرًا إلى أن هناك انتفاضة كبيرة في العالم كله لحفظ حقوق البيئة في كل المجالات، ومنها مجال التشييد والعمران، مشددًا على أن العاصمة الإدارية الجديدة من أكثر الأماكن المنوط بها الاهتمام بمثل هذه المشروعات