10
كتب: مصطفى سيد
مجموعة من الأصدقاء جمعهم حب التراث، وعن طريق الصدفة وحدها، شاء القدر أن يكتشفوا آثرا عمره يفوق الإحدى عشر قرنا.
الدكتور مصطفى الصادق أستاذ طب النساء والتوليد بقصر العيني، والأستاذ حسام عبدالعظيم مؤسس مبادرة “شواهد مصر”، والأستاذ إبراهيم المصري طايع، والشاب الفنان المصور محمد عبد الملك، أثناء محاولاتهم توثيق ما يستحق من تراث بمنطقة مقابر الإمام الشافعي، بعد اعتزام الدولة فتح محاور جديدة بالمنطقة (محور صلاح سالم) قاموا بإنقاذ شاهد يؤرخ بالعصر العباسي و ذلك بعد إكتشافه عن طريق الصدفة أثناء التجول لتوثيق تراث قرافة الإمامين حيث كان مستخدماً كحجر لبناء سور حديث بإستخدام الطوب الأحمر و الأسمنت و لعل ذلك سبب حفظه لنا كاملاً.
على الفور توجهت المجموعة لمكان الشاهد و توثيقه على حاله و من ثم فكه من الجدار بداخله و لحسن الحظ أن الشاهد كاملاً قطعة واحدة من الرخام منقوش نقشاً غائراً يسيراً بالخط الكوفي المورق الغير منقوط -أي قبل كتابة النقط على الحروف- و قد تم تبليغ وزارة السياحة و الآثار على الفور ممثلة في الأستاذ الدكتور أبو بكر أحمد رئيس قطاع الآثار الإسلامية و القبطية و اليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، حيث تم تسليمه بعد ذلك لمدير عام آثار منطقة الإمام الشافعي الأستاذة رانيا الشيوي.
و بعدها بيومين توجه الفريق لمكان الشاهد بعد تسليمه، وقاموا بتنظيفه من شوائب الأسمنت الملتصقة به على مدار أكثر من ٦ ساعات حتى استطاعوا في النهاية قراءة النص كاملاً و التأكد من تأريخه، حيث ساعد بذلك الأستاذ الدكتور فرج الحسيني أستاذ الكتابات و النقوش الآثرية بكلية الآثار جامعة الأقصر، كما ساهم في فك طلاسم شاهد القبر الأستاذ المؤرخ الكبير أبو العلا خليل بمساعداتهم في قراءة النص.
و كانت قراءته كالتالي:
“١- بسم الله الرحمن الر
٢- حيم الله لا إله إلا هو
٣- الحي القيوم هو الحي
٤- لا إله إلا هو فادعوه
٥- مخلصين له الدين الحمد
٦- لله رب العلمين و هو
٧- الله لا إله إلا هو و له
٨- الحمد في الأولى
٩- و الآخرة و له الحكم
١٠- و إليه ترجعون هذا
١١- قبر أمامة ابنت محمد
١٢- بن يحيي بن خلد بن يحيي
١٣- توفيت يوم الجمعة لعشر ليا
١٤- ل خلون من ذي الحجة سنة تسع
١٥- و عشرين و مائتين”
و بالتالي صاحبة القبر هي سيدة عاشت بالفسطاط -عاصمة مصر آنذاك- إبان القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي اسمها أُمامَة ابنة محمد بن يحيي بن خُلد بن يحيي ، و توفيت في ١٠ ذي الحجة سنة ٢٢٩ هجرية الموافق ٢ من سبتمبر سنة ٨٤٤ ميلادية ،ودفنت بالقرب من الإمامين الليث بن سعد و محمد بن إدريس الشافعي و السيدة نفيسة رضي الله عنهم أجمعين.
الفريق الذي قام بالتوثيق:
د. مصطفى الصادق
أ. حسام عبد العظيم
أ. سارة حسن
أ. إبراهيم طايع
أ. محمد عبد الملك
أ. عمر النعماني
-الصور: من صفحة الأستاذ حسام عبدالعظيم