مغامرة في وادي المستضعفين بالمقطم

كتب: مصطفى سيد

المكان: جبل المقطم شرق القاهرة

الزمان: إحدى صباحيات شهر يناير البارد طقساً

عقد جروب مبادرة “سيرة القاهرة” العزم على القيام بمغامرة استكشافية لزيارة وادي المستضعفين بالمقطم بحي الاباجية،

بقيادة عبدالعظيم فهمي (زيزو عبده) مؤسس المبادرة، وهو الشاب الباحث والمهتم بكل ما يخص مدينة القاهرة التاريخية من خطط، وآثار، وتاريخ.

العشرات من أعضاء الجروب، من جميع الاعمار الشغوفين بالتاريخ والآثار في انتظار قائد المجموعة، وذلك في مكان التجمع عند جامع مسيح باشا (المُسبح) بميدان السيدة عائشة.

يوم الأحد، وهو اليوم الذي اختاره زيزو ليكون يوماً للتمشيات -كما يحب أن يطلق عليها- وهو اختيار عبقري لأنه يوم العطلة الاسبوعية عند أغلبية محال القاهرة (وسط البلد) بصفة خاصة.

وبعد التجمع يوم التمشية مشينا بضع كيلومترات، واستقلينا مواصلة لمسافة قصيرة حتى مسجد سيدي عمر ابن الفارض -سلطان العاشقين-

ومن هناك بدأت المغامرة فعلياً، حيث تم تأجير سلماً بطول ستة أمتار، من أحد خفراء المقابر بالمنطقة، وكانت رحلة الصعود إلى جامع شاهين الخلوتي بأعلى الجبل (تل المقطم).

حيث بعد صعود المرحلة الأولى تحتبس الأنفاس قليلاً، ويتم المشي بحرص شديد على حافة الجبل ثم الصعود يالقدمين هذه المرة إلى الأعلى قليلاً، ثم يتنفس الجميع الصعداء، ويلوحون بإيديهم بعلامة النصر لمن هم بالأسفل، ويتم تشجيع وتحفيز بقية أعضاء الجروب.

ومن هناك تبدأ رحلة شيقة أخرى لاتقل مغامرة عن الأولى وهى رحلة الصعود إلى المسجد والخانقوات -جمع خانقاه: وهي مكان المتصوفين المنقطعين للعبادة-

ويتم الصعود عن طريق متدحرج كان به آثر درجات قديمة طمست بفعل الزمن، والاهمال.

وبعد الصعود وجدنا أنفسنا بصحن المسجد، حيث يتوه الجميع من روعة المشهد، حيث يمكنك رؤية القبة الضريحية ومأذنة المسجد عثمانية الطراز الفريدة من نوعها، ومشاهدة معالم القاهرة، والقرافة الصغرى من أعلى.

وبعما استفاض زيزو عبده بشرح تاريخ الجامع والخانقاه، وقراءة النص التأسيسي للجامع، وبعد التقاط الصور التذكارية لهذه الرحلة من أعضاء الجروب،

كانت رحلة النزول، وهي رحلة لاتقل صعوبة وخطورة عن الصعود.

وبعد التجمع والاطمئنان على سلامة الجميع، تم الإنتقال إلى مكان أخر، وآثر تاريخي آخر.

جدير بالذكر أن “سيرة القاهرة” هي مبادرة مستقلة تعمل على توثيق تراث القاهرة والتوعية به من خلال الوسائط المتعددة، وساهمت في البداية في تنظيف العديد من الآثار المصرية بمدينة القاهرة.